/ الفَائِدَةُ : (154) /

05/12/2025



بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / ما حوته الأَنبياء من كمالات لم يكن إِلاَّ بالتَّوسُّل بأَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ/ إِنَّ ما ورد في بيانات الوحي ، منها : أَوَّلاً : بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « ... والَّذي نفسي بيده ، ما استوجب آدم أَنْ يخلقه اللّٰـه وينفخ فيه من روحه ، وَأَنْ يتوب عليه ؛ ويردَّه إِلى جنَّته إِلَّا بنبوَّتي والولاية لِعَلِيٍّ بعدي ، والَّذي نفسي بيده ، ما أَرىٰ إِبراهيم ملكوت السَّماوات والأَرض ؛ ولا اتَّخذه خليلاً إِلَّا بنبوَّتي والإِقرار لِعَلِيٍّ بعدي ، والَّذي نفسي بيده ، ما كلَّم اللّٰـه موسىٰ تكليماً ؛ ولا أَقام عيسىٰ آية للعالمين إِلَّا بنبوَّتي ومعرفة عَلِيّ بعدي ، والَّذي نفسي بيده ، ما تنبَّأ نبيّ إِلَّا بمعرفتي والإِقرار لنا بالولاية ، ولا استأهل خلق من اللّٰـه النظر إِليه إِلَّا بالعبوديَّة له ؛ والإِقرار لِعَلِيٍّ بعدي ... »(1). ثانياً : بيان أَمِير الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ منضمّاً إِليه بيان النَّبيّ صالح والنَّبيّ سليمان عَلَيْهِما السَّلاَمُ ، عن سلمان قال : « ... فقلنا : يا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ ، مَنْ هذا الشَّابُّ ؟ فقال عَلَيْهِ السَّلاَمُ : صالح النَّبيّ ... فلمَّا نظر إِليه صالح لم يتمالك نفسه حتَّىٰ بكىٰ ، وأَومأ بيده إلى أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، ثُمَّ أَعادها إِلى صدره وهو يبكي ... فقلنا له : ما بكاؤك ؟ قال صالح : إِنَّ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كان يمرّ بي عند كلّ غداة فيجلس ، فتزداد عبادتي بنظري إِليه فقطع ذلك مذ عشرة أَيّام فأقلقني ذلك ، فتعجَّبنا من ذلك . فقال عَلَيْهِ السَّلاَمُ : تريدون أَنْ أُريكم سليمان بن داود ؟ قلنا : نعم ، فقام ونحن معه حتَّىٰ دخل بستاناً ... وإِذا سرير عليه شابّ ملقىٰ على ظهره ... فنهض قائماً وقال : السَّلام عليك يا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ ، ووصي رسول ربّ العالمين ، أَنتَ واللّٰـه الصِّدِّيق الأَكبر ، والفاروق الأَعظم ، قد أَفلح مَنْ تمسَّكَ بِكَ ، وقد خاب وخسر من تخلَّف عنكَ ، وإِنِّي سألت اللّٰـه (عَزَّ وَجَلَّ) بكم أَهل البيت فأَعطيتُ ذلك المُلك . قال سلمان : فلَمَّا سمعنا(2) كلام سليمان بن داود لم أَتمالك نفسي حتَّىٰ وقعتُ على أقدام أَمِير الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أُقَبِّلها ، وحمدتُ اللّٰـه (عَزَّ وَجَلَّ) على جزيل عطآئه بهدايته إِلى ولاية أَهْل الْبَيْتِ ... وفعل أَصحابي كما فعلتُ ...»(3). ثالثاً : بيان الإِمام الصَّادق صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ : « ما نُبِّئ نبيّ قَطُّ إِلَّا بمعرفة حقِّنا ، وبفضلنا على مَنْ سوانا »(4). رابعاً : بيانه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ أَيضاً : « ولايتنا ولاية اللّٰـه الَّتي لم يبعث نبيّ قَطُّ إِلَّا بها »(5). براهينٌ وحيانيَّةٌ دالَّةٌ ـ بمعونة بيانات الوحي الْأُخْرَى ـ : أَنَّ أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ لَـمَّا كانوا هم السَّبيل والواسطة والوسيلة الإِلٰهيَّة التَّكوينيَّة الحصريَّة الموصلة لساحة القُدس الإِلٰهيَّة ، فمَنْ أَراد الحبوة والحُظوَة والهبة الإِلٰهيَّة والقرب الإِلٰهيّ كالنُّبوَّة وارتفاع الدرجات والمقامات الإِصطفائيَّة فعليه أَوَّلاً معرفة ذلك السَّبيل ، ومعرفة الواسطة والوسيلة الإِلٰهيَّة الموصلة ثُمَّ الإِلتصاق بها ، سوآء كان ذلك المخلوق نبيّاً مرسلاً ، أَم ملكاً مُقرَّباً ، أَم مؤمناً مُمتحناً ، أَم غيرهم. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) بحار الأَنوار ، 40 : 96 ـ 97/ح116. كتاب سليم بن قيس : 168 ـ 170. (2) في المصدر : (سمعتُ). (3) بحار الأَنوار ، 27 : 37 ـ 38/ح5. (4) المصدر نفسه ، 26 : 281/ح28. بصائر الدرجات : 51. (5) بحار الأَنوار ، 27 : 136/ح133. أَمالي الشَّيخ : 63